روائع مختارة | واحة الأسرة | صحة الأسرة | السيطرة على إنفلونزا الخنازير...ممكن

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > صحة الأسرة > السيطرة على إنفلونزا الخنازير...ممكن


  السيطرة على إنفلونزا الخنازير...ممكن
     عدد مرات المشاهدة: 2088        عدد مرات الإرسال: 0

إنفلونزا الخنازير: عدوى تحدث عند الإصابة بأحد الأنواع الثلاثة A،B،C ويعتبر النوع الأول والذي من الممكن أن يصيب الحيوانات والطيور، هو الأشد فتكا للإنسان من بين أنواع الفيروسات الأخرى من فيروسات الإنفلونزا نظرا لقدرته الفائقة والسريعة على التحور وحدوث طفرات جذرية له.

ولذلك من الصعب الحصول على لقاح معين له، أما النوع B فيصيب الإنسان فقط وهو أقل في الإنتشار وفي معدل حدوث طفرات له مما يكسب الإنسان المناعة ضده فى مرحلة مبكرة من العمر، ونتيجة لهذا فإحتمال إنتشاره كوباء عالمى بسبب فيروس B تكون شبه معدومة، أما النوع الثالث فهو لا يسبب سوى إضطرابات بسيطة فى الجهاز التنفسي.

هذه المعلومات يؤكدها د.فرج إبراهيم فرج أستاذ ورئيس قسم المناعة بكلية طب القناة وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فأنفلونزا الخنازير مرض وبائي حاد يصيب الخنازير بشكل رئيسي وينتقل عبر الإستنشاق، ويؤدى فيروس الأنفلونزا من نوع AHINI للإصابة به، وهو فيروس يصيب الخنازير بشكل متكرر ولكن نادرا ما يتحول لوباء قاتل للخنازير، وينشط هذا الفيروس أثناء موسمي الخريف والشتاء نظرا لإنخفاض درجات الحرارة، ولكن هذا لا يمنع الإنتشار فى أى وقت طوال العام، وهناك سلالات عديدة لأنفلونزا الخنازير، وقد أرجعت منظمة الصحة العالمية أن بعض حالات الوفاة التى حدثت ناجمة عن حدوث تطور فى أنفلونزا الخنازير أدى إلى إنتاج نوع جديد يحمل صفات جينية مختلفة عن ذي قبل، والأمر المدهش هو قدرة هذه السلالة المطورة على الإنتقال من شخص لآخر، ومن المثير فعلا للقلق والخوف الشديدين مهاجمة هذا الفيروس للشباب الأصحاء وإصابتهم بالمرض.

ويعتبر الخنزير من حيث طبيعته مستقبِلا لأشكال مختلفة من الفيروسات يمكنها أن تجتمع لتولد فيروسا به طفرات وصفات جينية جديدة، وهذا هو حال فيروس AHINI الجديد، ويتسم هذا الفيروس فى قدرته على إستخدام جسم الإنسان كناقل للعدوى من إنسان لآخر، وعندما تحدث الإصابة به يستطيع أن يخترق الطبقة التى تحمى الخلايا، ويتشبث بخلايا الجهاز التنفسي وعندها يقوم الفيروس بإعادة توجيه وظيفة الخلية بما يخدمه ويجبرها على إنتاج مئات الخلايا الفيروسية لتنتشر فى الجهاز التنفسي بأكمله، يؤدى ذلك إلى فشل فى وظائف الجهاز.

ويشير د. أمجد عبد الحميد الحداد مدير وحدة الحساسية بالمصل واللقاح إلي أن الكثافة السكانية الضخمة وإنتشار العشوائيات وعدم وجود برامج إعلامية للتوعية، بجانب إنخفاض المستوى الصحي وعدم تقديم المعلومات الكافية والتوعية بطرق مكافحة العدوى والإستعداد لمواجهة موسم الأنفلونزا بكل أنواعها، كل ذلك أدى إلي انتشار الأمراض والأوبئة على فترات ليست متباعدة، كما تتراوح مدة حضانة فيروس أنفلونزا الخنازير بين ثلاثة وسبعة أيام، وقد تمتد لفترة أكثر لدى الأطفال الصغار، ويمكن إنتقال العدوى من يوم الإصابة إلى 7 أيام بعدها، ومن أعراضها الحمى والكحة وإحتقان الحلق وآلام بالجسم والصداع وإرتفاع درجة الحرارة إلى جانب الضعف العام، وكذلك الإسهال والقيء أحيانا، وكل هذه الأعراض لا تشخص الإصابة بفيروس الخنازير تشخيصا كاملا بل يجب إجراء الفحوصات والتحاليل المعملية لتأكيد الإصابة بالمرض الذى يمثل خطورة شديدة علي من يعانون من أمراض نقص المناعة ومرضى السكر والفشل الكلوي والقلب وحساسية الصدر، ومن يتعاطون أدوية ومثبطات للمناعة والحوامل -اللاتى يجب التعامل معهن بحرص لإحتمال إنتقال المرض إلى الجنين- وحجزهم لمجرد الشك فى الإصابة بالعدوى، وتجنب الإقتراب من الشخص المصاب بالمرض، وغسل أسطح الأشياء بالمحاليل المطهرة بشكل روتيني، والإبلاغ فور الإشتباه بأعراض الأنفلونزا.

أما بالنسبة لإجراءات مكافحة العدوى بالمنشآت الصحية للتعامل مع حالات الأنفلونزا: فيجب تحديد الفريق الطبى -أطباء، تمريض، فنيين- المخصص للتعامل مع الحالات المشتبه فيها، وأن يكون على دراية بالمرض وكيفيه الوقاية منه، وتوفير مطهرات للأسطح والبيئة، وتنظيف وتطهير وتعقيم الآلات التى يعاد إستخدامها بطريقة صحيحة، وتخصيص أدوات ومستلزمات خاصة بالمريض المشتبه به.

ويحذر د.محمد راشد مدير معمل أبحاث الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح من أن هذا الفيروس المعدى بشراسة ينتقل بواسطة الرذاذ المنتشر فى الهواء عند العطس والكحة أو أثناء عملية التنفس، وكذلك عن طريق الإحتكاك المباشر مع الخنازير ولمس الأسطح الملوثة أو أكل الطعام بدون طهي، وفى حالة إصابة شخص ما بأعراض الأنفلونزا دون وجود عوامل خطورة، فما عليه سوى البقاء بالمنزل، ويجب تغطية الأنف والفم بالمنديل عند العطس أو السعال ثم التخلص من هذا المنديل على الفور مع غسل اليدين جيدا في كل مرة، وذلك لوقاية المحيطين به من العدوى، أما إذا ظهرت أعراض الأنفلونزا لشخص قادم حديثا من منطقة يتفشي فيها المرض كالمكسيك أو تعامل مع شخص مصاب بالمرض، فيجب التوجه إلى الطبيب لعمل الفحوصات اللازمة لتشخيص المرض، وإستخدام العقاقير المضادة للفيروسات أوسيلتامفير oseltamivir المشهور بإسم تاميفلو أو عقار زانامفير للحالات التي تم تأكيد تشخيصها بأنفلونزا الخنازير لمدة خمسة أيام، كما أن العقار أدامين والمتوافر بالأسواق بسعر زهيد فعال في الوقاية من كل أنواع فيروس الأنفلونزا A بما فيها أنفلونزا الخنازير المنتشر حاليا، وفي حال الشعور بالمرض فينصح بعدم مغادرة المنزل والإلتزام بالراحة وعدم لمس العينين والأنف قبل غسل اليدين، وفي المناطق الموبوءة يجب إرتداء القناع الواقي لدى الخروج من المنزل والإبتعاد عن التجمعات والأماكن المزدحمة، والمحافظة على الجهاز المناعي وذلك بالتغذية الصحية وشرب الكثير من السوائل وممارسة النشاط الرياضي بجانب الحصول على قسط جيد من النوم والسيطرة على التوتر.

الكاتب: ولاء يوسف.

المصدر: جريدة الأهرام اليومي.